أبو معاوية السرماري
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 19/03/2008
| موضوع: إعادة تشكل القاعدة في اليمن تحت قيادة ناصر الوحيشي الثلاثاء مارس 25, 2008 1:17 pm | |
| رسم يوضح كيفية فرار الشيخ الوحيشي وإخوانه من السجن[img] بقلم
غريغوري د. جونسين
إن الرجل المسئول عن زيادة قوة القاعدة في اليمن هو سكرتير سابق لأسامة بن لادن عمره 32 سنة المسمى ناصر الوحيشي. أخذ قيادة التنظيم حين ظن الجميع أنه صفي, و ببطء و خلال العامين الماضيين, أعاد إحياء القاعدة في اليمن. صدور العدد الثاني من صدى الملاحم في 13 مارس يوضح إلى أي درجة أعادت القاعدة إعادة تشكيل و تنظيم نفسها. العدد الأخير للمجلة الإلكترونية صدر بحديدا بعد شهرين من صدور الأول على العديد من المواقع و المدونات. و لكن كان هناك تغييرات مهمة في المجلة. فلم تعد تصدرها القاعدة في اليمن, بل "تنظيم القاعدة الجهاد في جنوب الجزيرة العربية". كان هناك كذلك تأكيد على الجودة و الثقة في العدد الثني كانت ناقصة في العدد الأول. مثلا نفت المجلة أن يكون لقاء بين جريدة يمنية محلية و فرد يدعي أنه ضابط إعلامي في القاعدة في شهر يناير صحيحا. "نحن نقول بأننا في تنظيم القاعدة الجهاد في جنوب الجزيرة العربية, المدعين جهلة بالوضع, و ليس لهم علاقة بالتنظيم". كل هذا يدل على زيادة القيادة المركزية داخل صفوف الجماعة في اليمن. في نوفمبر 2002م, فقد التنظيم قائده أبو علي الحارثي في هجوم شنته سي آي أي. بعد ذلك بعام, بدت القاعدة ميتة بعد أسر خليفة الحارثي, محمد حمدي الأهدل. بشكل متوافق, في الوقت نفسه, عندما وصلت القاعدة إلى الحضيض في نوفمبر 2003م, أعيد الوحيشي إلى اليمن كجزء من إتفاقية تسليم مع إيران. (الغد, 25 يونيو, 2007م) الجهود المكثفة لحكومة الولايات المتحدة و اليمن, و العديد من البرامج البديلة, و إغراء الحرب في العراق جميعها ساهم في أكثر من عامين من الهدوء النسبي من اليمن. و لكن كل ذلك تغير في فبراير 2006م, عندما فر الوحيشي و 22 سجينا غيره من سجن الأمن السياسي في صنعاء. (رويترز, 15 فبراير, 2006م) كان الهروب معلما لبداية المرحلة الثانية من الحرب ضد القاعدة في اليمن. برفقة مساعده الذي يثق فيه, قاسم الريمي – المكنى بأبو هريرة الصنعاني – أعاد الوحيشي بناء التنظيم بشكل كامل, الذي هو الآن منظم بشكل أفضل مما كان تحت قيادة الحارثي في 2002م. العملية الأولية لإعادة البناء كانت بطيئة و من غير الواضح ما إذا كان الوحيشي يقود عمليات التنظيم قبل أن يعلن رسميا قائدا لتنظيم القاعدة في اليمن في يونيو 2007م. (الوسط, 27 يونيو, 2007م) و لكنه منذ ذلك الوقت وحد سلطة الجماعة, و يبدو أنه الآن ثابت في القيادة. كتب الوحيشي قصة طويلة مفصلا حول كيفية الهروب من السجن, و التي في غياب أي توصيف رسمي, قدمت على أنها الرواية الأكثر قبولا حول الهروب. (أعادت نشرها الغد, 25 يونيو, 2007م, و 7 يوليو, 2007م) الوحيشي, المكنى بأبو بصير, كذلك رثى أبو الليث الليبي, القيادي في القاعدة الذي قتل في نهاية يناير في باكستان, في آخر عدد من صدى الملاحم. جزء من هذا الرثاء قد يساعد على تفسير لماذا تم إختيار الوحيشي كقائد للجماعة في 2007م. في بداية بيانه يورد عدد من شخصيات القاعدة الذين قتلوا الذين من بينهم رجال كأبو حفص, و أبو عبيدة, و أبو علي الحارثي. ضمنيا ليس فقط من واجبه أن يتحدث عن الليبي كقائد للجماعة, و لكن كذلك عن صلاته بقيادات القاعدة الأوائل هؤلاء عندما كان بجانب بن لادن في أفغانستان. من غير المعروف بالتحديد متى غادر الوحيشي منزله في محافظة بيدة الجنوبية خلال التسعينات للذهاب إلى أفغانستان, حيث أصبح مع مرور الوقت سكرتير لبن لادن. و لكن الوحيشي من غير ريب إستغل صلاته الشخصية ببن لادن, الذي يبدو أنه أبهر نسبيا الشباب الذين يشكلون اليوم الجيل الثاني للقاعدة في اليمن. هذا الإتصال الشخصي بقيادات القاعدة الأوائل في نهاية التسعينات عمل كمصادقة ضمنية لمؤهلاته كقائد. و يمكن أن يقال أن سلطته صدق عليها عن طريق مرافقته للجيل الأول للقاعدة. بعد الهجوم الأمريكي على الطالبان و القاعدة في أفغانستان في نهاية 2001م, فر الوحيشي عبر الحدود إلى إيران حيث إعتقل هناك. حيث سلم إلى اليمن مع ثمانية غيره في نوفمبر 2003م. لم توجه اليمن رسميا أي تهم ضده, و لكنه بقي في السجن حتى هروبه في فبراير 2006م. و يبدو أن السنوات التي قضاها في السجون الإيرانية و اليمينة جعلته يصبح أشد قسوة. إشتكى من التعذيب في السجون اليمنية, و هدد بالرد على الذين يعذبون رفاقه بالموت. (الغد, 25 يونيو, 2007م, News Yemen, 2 يوليو, 2007م) و كذلك إتهم الوحيشي الأعضاء الأقدم في القاعدة بعقد الصفقات مع الحكومة اليمنية. هذا التوجه الصريح الغير متردد هو نسبيا شيء جديد في اليمن, حيث المفاوضات و التسويات هي الوسائل الشائعة. الفلسفة الأساسية التي أقامها الوحيشي بين أتباعه في اليمن فصلت في العدد الأخير من صدى الملاحم.: "الجهاد واجب شرعي جعله الله فرض عين". مثل هذا التبرير لا يترك مكانا للمفاوضات, و هذا بالتحديد الموقف الذي تبنه القاعدة في اليمن تحت قيادة الوحيشي. تحت قيادته, أصبحت القاعدة في اليمن أكثر حدة, و أفضل تنظيما, و أكثر طموحا من أي وقت مضى.
عن نشرة TERRORISM FOCUS, عدد 18 مارس, 2008م | |
|