كلمات الشيخ أسامة مع تعليقات الشيخ حسين بن محمود
قرأنا كلمات أسد الإسلام أسامة - حفظه الله - على الشيخ حسين بن محمود في مجلس خاص، وقد كان الشيخ سمع الكلمات قبلها، ولكن الإخوة طلبوا منه بيان بعض النقاط المشكلة ، والتعليق على فقرات الكلمات، فكانت هذه التعليقات التي نقلتها لكم من الشيخ، مع بعض أسئلة الإخوة وأجوبة الشيخ عليها في نهاية التعليقات.
نقلت كلام أسد الإسلام كاملاً، وجعلت تعليقات شيخنا بين معكوفين [...] تحت الكلام الذي علّق عليه.
التعليق على كلمة أسد الإسلام عن حصار غزة (ربيع الأول 1429هـ)
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد أمتي الإسلامية الحبيبة , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حديثي هذا إليكم عن حصار غزة , وكيف السبيل لتخليصها وسائر فلسطين من أيدي العدو الصهيوني , وإبتداء أقول إن من المصائب العظام التي تنفطر لها قلوب ألو البأس من الرجال وهم يرون اطفالهم يتعرضون للموت البطيء أمام أعينهم لسوء الغذاء وإنعدام الدواء نتيجة للحصار الظالم .
أمتي المسلمة إن فلسطين وأهلها يعانون الأمرين منذ قرن من الزمان تقريبا على أيدي النصارى واليهود , وكلا الخصمين لم يأخذوها منا بالمفاوضات والحوار وإنما بالحديد والنار وهو السبيل لإسترجاعها فلا يفل الحديد إلا الحديد وقد بين الله تعالى لنا السبيل لكف بأس الكفار بقوله :{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلا}.
[قبل التعليق على الإستفسارات أود أن ألفت نظركم إلى أمر مهم: هذه الفقرة تبين لنا كذب ادعاءات بعض الجهال والعملاء من أن المجاهدين لا يتعاملون إلا بالغلظة والقسوة والعنف، وهذا صحيح ولاكن مع الكفار، أما أهل الإسلام فقد ابتدأ الشيخ كلامه ب "أمتي الحبيبة"، ثم ظهر حزنه الشديد على حال إخوانه في فلسطين، فالمجاهدون رحمة للمسلمين وعذاباً على الكفار {أشداء على الكفار رحماء بينهم}].
فبالتحريض والقتال يُكف بأس الكفار فما الذي يحول بيننا وبين الجهاد في سبيل الله , إنه الكم الهائل من القيود التي وضعها ذلك التحالف الصليبي الصهيوني على حكام المنطقة وهم بدورهم بعلمائهم وإعلامهم قيدونا بها .
[أخ يسأل: ما هي هذه القيود؟ الشيخ: قد تكون قيود سياسية كما هو الحال في الدول الغنية، وقد تكون قيود اقتصادية كما هو الحال في مصر وباكستان وغيرها، وقد تكون قيود عسكرية كما هو الحال مع معظم الدول الإسلامية وقد تكون مجتمعة، ثم هناك قيود الشهوات والشبهات وهذه من أخطر القيود التي تكبل عامة المسلمين وتحبسهم عن الجهاد، وهو مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم "حب الدنيا وكراهية الموت"، فالشهوات ينشرها الحكام وإعلامهم، والشبهات يبثها بعض من لبس لباس العلماء]
عباد الله إن هذا الحصارَ الظالم على غزة , قد نبّه وأكد على أن أبناء الأمةِ وقادتها محاصرون من الأعداء ، مسلوبوا الإرادة ، مقيدوا الحرية إلا من رحم الله ، وقد ظهرَ عجزها وهوانها على الناس ، فكيف يستطيعُ المحاصر أن يفكَّ الحصار عن غيره ففاقد الشيء لا يعيطه .
[لعله يقصد بالأعداء هنا: حكام الدول العربية، وخاصة الدول المحيطة بفلسطين، فهم لا يستطيعون نصرة أهلنا في فلسطين ولا يريدون ذلك لأن هواهم تبع لهوى النصارى واليهود، ومصالحهم الشخصية مرهونه ببقاء الكفار أقوياء]
هذه الحقيقة المرّة التي يجب مواجهتها والسعي لإيجاد الحلول الصحيحةِ لها بعيداً عن الأفكارِ العقيمةِ والآراء السقيمة التي تدور في فلك أعدائنا من حكامِ المنطقة .
[نعم، الشيخ قصد الحكام في الفقرة السابقة]
أمتي المسلمة برغم هذا الحصار الشديد عليك إلا أن أمامك فرصة عظيمةً جدا لإستعادة حريتك للخروج من الخضوع والتبعية في هذا التحالف الصليبي الصهيوني ، ولكي يتم ذلك فلابد أن تتحرري من قيود الذل والخنوع التي يكبلنا بها وكلاء هذا التحالف من حكام بلادنا وأعوانهم ولا سيما من قيود علماء السلاطين ، وكذا من قيود قادة الجماعات الإسلامية التي أصبح من منهجها الإعتراف بالحاكم الذي خان الملة والأمة والإنخراط في المنظومةِ السياسيةِ للدولة , ولافرق إن كانت في الحكم أو المعارضة .
أو تلك الجماعات الأخرى التي تضخم عندها الحذر حتى وصل إلى درجة الخوف المُقعد عن القيام بالجهاد , هذه العبادة التي ينهى عنها الحاكم , و التي هي ذروة سنام الدين وهي السبيل لكف بأس الكفار ولفك الحصار عن المسلمين .
[أخ: من يقصد بهذه الجماعات؟ الشيخ: لعلها الإخوان المسلمين، ونسأل الله أن يكونوا تعلموا درساً من أحداث غزة وأيقنوا أن طريقتهم في التعامل مع الأحداث ليست هي الأحكم والأصوب. وهنا ألفت نظر الإخوة إلى أن الشيخ سماها "جماعات إسلامية" فهو لا يرى كفرها، ولا أظنه يشك في إخلاصها، وإنما يرى أنها مخطئة في وسائلها، وهذا ظاهر كلام الشيخ، ففي هذا أدب رفيع في فقه الخلاف ينبغي على الجميع التحلي به]
[أخ: من يقصد بالجماعات الأخرى: جماعة الإخوان رغم ما عليهم إلا أنهم يتحركون ويعملون، أما بعض من يدعي السلفية فهؤلاء قعدوا وتخلفوا وتركوا الحركة لشدة الخوف من الحكام، طبعاً هذا الكلام عام لا ينطبق على الكل، وأكثر الجماعات الإسلامية، بل حتى الأفراد أتوا من باب الخوف "حب الدنيا وكراهية الموت"]
وبعض هذه الجماعات تسوغ مداهنة الحاكم والقعود عن الجهاد تحت ذريعة مصلحة الدعوة ، حتى صار هذا الإدعاء صنم يعبد من دون الله ، وتحت غطائه تزاحم أوامر قادة الجماعة أوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك هو الضلال المبين .
[في هذا المقطع جمع بين الجماعتين: السلفية والإخوان، السلفية "بذريعة مصلحة الدعوة"، وأفراد الإخوان بذريعة "أوامر قادة الجماعة"، هذا ظاهر كلام الشيخ حفظه الله، ونحن لا ندري كيف تكون دعوة بدون جهاد يحميها! وكيف يُطاع قائد جماعة مسلمة في ترك فرض مُتعيِّن! لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوّلها، فلا بد من الجمع بين الجهاد والدعوة]
أمتي المسلمة لابد من التحرر لهذه القيود الباطلة والإستسلام والعبودية لله تعالى وحده لاشريك له ، وعندئذٍ فقط يتحرر الإنسان وعندئذٍ يستطيع أن يسعى في تحرير أمته وفي تحرير فلسطين والأقصى وسيرى الأبواب مشرعةً إلى طريق الحريةِ والكرامة , إلى ميادينِ الرجال والنزال ميادين القتل والقتال في سبيل الله : كما في أفغانستان ووزيرستان والمغرب الإسلامي والصومال وكشمير والشيشان وأهمها وأعظمها نكايًة في العدو بغداد دار الخلافة وما حولها ففي هذه الساحات وتحت ظلال السيوف ينبُت العز وكل مكانٍ ينبُت العز طيبُ ، وفوق ثراها تدق أعناقُ الظالمين وتشفى صدورُ قومٍ مؤمنين .
[قوله "والإستسلام والعبودية لله تعالى وحده لاشريك له" ، في منتهى الأهمية، فالناس إنما أتوا من قبل أنفسهم، فالخوف عبادة لا ينبغي أن تُصرف إلا لله، والحذر واجب، وكثير من الناس لا يفرّق بينهما، والإنسان المستسلم للخوف مأسور لا يستطيع حركة فكيف يحرر بلداً! والمأسور لعالم أو قائد جماعة أسراً مطلقاً لم يحقق العبودية الخالصة، إنما يكون الإخلاص والإنقياد التام لله وحده، وكل ما سوى الله عبدٌ لا يُطاع مطلقاً وإنما تبعاً، أي: في طاعة الله، وليس في معصية، فمن أمر بترك واجب أو إتيان محرّم فلا سمع ولا طاعة كائنا من كان، فهناك من الناس من يبالغ في الحذر حتى يصل إلى درجة ترك كل عمل ومجاراة الناس في كل شيء، وهناك من يبالغ في الخوف حتى يظن أن الحكام يقفون على كل كلمة وحرف يقوله وإن كان وحده! والعبودية الحقة تقتضي الحذر المنضبط والخوف من الله وحده]